الفرق بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط

نشرت بتاريخ

عادة ما يتعرض متابع أخبار الأسواق العالمية للخلط بين مصطلح خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط،
 اللذين قد يظهرا غامضين بعض الشيء، إلا أن هذان النوعان يعدان من أكثر أنواع النفط انتشاراً.

حيث ان زيت النفط يحتوي على أصناف متنوعة، ويختلف باختلاف منطقة استخراجه، وعادة يتطلب وضع معايير لتصنيفه مثل الاعتماد على نسبة الكبريت، ونسبة الحموضة فيه.

لعل أبرز أنواع معايير النفط انتشاراً حول العالم هي ان خام برنت يتم استخراجه بشكل أساسي من بحر الشمال، وخام غرب تكساس الوسيط الذي يتم استخراجه بشكل أساسي من الولايات الداخلية للولايات المتحدة الامريكية.

 إضافة إلى أشهر معيار عالمي وهو معيار سلة أوبك الذي يعبر عن متوسط مرجح لأسعار النفط الخام لدول منظمة اوبك، وتجدر الإشارة إلى وجود معايير أخرى كثيرة ولكنها أقل انتشاراً.

وظهرت الحاجة لتنظيم هذه المعايير والعمل بها في نهاية ثمانينيات القرن الماضي عندما رفضت أوبك أن تنظم أسعار النفط الخام  وفقاً لمزاج المتداولين العام ومزاج السوق لتحديد سعر مناسب بحسب نوع الخام، إذ ظهرت الحاجة لوضع هذه المعايير بدلاً من أن يقوم كل مصدر بوضع سعر مناسب له بحسب الطلب على سلعته مما يؤدي لتشتيت قوة السوق والمضاربة على الأسعار.

بالنسبة لموقع استخراج النوعين، يُستخرج خام برنت في المقام الأول من بحر الشمال، وهو النوع المعياري الأكثر انتشاراً في الأسواق الأوروبية والآسيوية، ويتكون من حوالي 15 صنفاً نفطياً تنتج غالبيتها من مناطق أسكتلندية ونرويجية.

أما غرب تكساس الوسيط فهو الخام المعتمد في أمريكا الشمالية ويستخرج من تكساس ولويزيانا وداكوتا الشمالية.

والتركيب الكيميائي يصنف خام برنت على أنهُ  نفط خفيف منخفض الكبريت ووزنه النوعي منخفض، أما غرب تكساس فهو أكثر كثافة وأعلى بنسبة الكبريت، ووزنه النوعي أعلى ويمتاز بمستوى شوائب أقل،

 لذلك فهو سهل التكرير مقارنة بالنفط الثقيل الذي يحتوى مكونات عالية الكثافة واللزوجة لاحتوائها على مركبات شمعية، وتجدر الإشارة إلى استحالة أن يتطابق النوعين مهما كانا قريبين في نسبة الكبريت والوزن النوعي.

حيث يتم إنتاج خام برنت في مناطق بحرية أو قريبة من البحر وبالتالي فإن تكلفة استخراجهُ وتوزيعه منخفضة، أما خام غرب تكساس يتم إنتاجهُ في مناطق داخلية وبالتالي فإن تكلفة استخراجه وتوزيعه أعلى.

وبالأخير الاضطرابات الجيوسياسية التي تؤثر على النفط بصورة عامة، حيث يتأثر خام برنت بنسبة أعلى بالاضطرابات الجيوسياسية، خاصة تلك الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، فتتأثر موازين الطلب والعرض نتيجة اضطراب الإمداد في منطقة الشرق الاوسط لاقترابها وتقاطعها مع أسواق خام برنت،

 أما خام غرب تكساس فإن تأثره بالاضطرابات الجيوسياسية أقل حدة ولكنه عالي التأثر بالكوارث الطبيعية خاصة تلك التي تحدث في مناطق الاستخراج التي تتعرض بشكل مستمر لكوارث طبيعية مثل الاعاصير.

و يمكن التأكيد على أن النوعين المعياريين هما أنواع قياسية جديرة بالثقة، ويمكن التداول على أي منهم بثقة عالية في الأسواق المالية العالمية مهما اختلفت طبيعة عقود التداول سواء كانت  عقود آجلة  أم عقود فروقات، ولكن يجب الحرص من المؤثرات التي تؤثر على كل معيار فهي تختلف عن النوع الآخر لكي تتمكن من توقع الحركة السعرية المستقبلية بدقة أعلى.