يتساءل متداولو سوق العملات الأجنبية الفوركس عن الاختلافات بين السوق الفوري والعقود الآجلة، ولكن من المهم لدى المتداول الفهم الجيد لكلا المصطلحين السوق الفوري والعقود الآجلة واليكم التوضيح.
السوق الفوري (Spot Market)
يعرف باسم السوق المادي أو السوق النقدي وهو أحد أكثر أنواع التداول في سوق العملات الأجنبية، وهو سوق مالي عام يتم فيه التداول بالأدوات المالية أو السلع أو الأصول بسعر السوق الحالي للأداة المالية، دون الحاجة لانتظار وقت التسليم، وعادة يتم تسليم النقد والسلع خلال يومي عمل من تاريخ التداول.
يحظى السوق الفوري بعدد كبير من المتداولين حيث يمكنهم فتح صفقات قصيرة الأجل بدون تواريخ انتهاء صلاحية وبفروق أسعار منخفضة، ولأسواق التداول الفوري أشكال مختلفة، ويمكنك التداول خارج البورصات أو بمنصات التداول والتي تعتبر أطراف خارجية لتسهيل عمليات التداول.
يعمل المتداول الفوري على شراء الأصول متأملاً ارتفاع سعرها، ويمكنهم بيع الأصول لاحقاً في السوق الفوري عند زيادة سعرها مقابل جني الأرباح، وأيضاً يمكنهم بيع الأصول المالية وإعادة شرائها عندما ينخفض سعرها.
ويعرف سعر السوق الحالي للأصل المالي باسم السعر الفوري، يمكنك شراء أو بيع الأصل فوراً عند أفضل سعر متاح، لكن لا يمكن ضمان ثبات السعر أثناء تنفيذ الطلب، وذلك يعود إلى تغير أسعار التداول الفوري لحظياً، فربما لا يكفي الحجم لتنفيذ صفقتك عند السعر الذي ترغبه، أما التداول الفوري خارج المنصات فيعمل بصورة مختلفة، يُمكنك تأمين كمية وسعر ثابتين مباشرةً.
تتمتع الأسعار في السوق الفوري بالشفافية وتعتمد على العرض والطلب في السوق، ولا يتطلب رأس مال ضخم للتداول فيه، كما في أسواق المال العادية، وبالإضافة إلى ذلك يعد من الأسواق السريعة من حيث فترة التسليم والتي تتم خلال يومين فقط، كما انهُ يتمتع بسهولة التداول فيه بفضل قواعده البسيطة، ومكافآته وسهولة حساب المخاطر بناءً على سعر الدخول والسعر الحالي.
أما عن عيوب التداول في السوق الفوري يمكن أن يعرض الأفراد أو الشركات إلى عدم استقرار في تخطيط النفقات والدخول.، والعوائد المحتملة من التداول الفوري أقل بكثير من العوائد من تداول العقود الآجلة.
أما العقود الآجلة (Future Contract)
وهو عقد يلزم المتداول بشراء أو بيع أصل معين في تاريخ مستقبلي وبسعر محددين مسبقاً، ويتم تحديد كم ونوع الأصل المالي الذي تم التعاقد عليه، والذي يكون سلعة أساسية أو أداة مالية، وعادة تكون العقود الآجلة موحدة لسهولة التداول بها في الأسواق المالية.
تستخدم العقود الآجلة للحماية من تقلبات أسعار الأدوات المالية أو للكسب والمضاربة من هذه التقلبات، فإذا كنت تتوقع أن قيمة أحد العملات سوف ترتفع، فسوف تقوم بفتح مركز شراء (أي تشتري عقداً آجلاً للشراء)، ولكن إذا كنت تتوقع عكس ذلك أي الانخفاض في السعر، فسوف تقوم بفتح مركز بيع لذلك تستطيع استغلال تحركات السوق المرتفعة والهابطة لجني الأرباح، ويعتمد ذلك على مدى توافق توقعاتك مع حركة أسعار السوق.
تعتبر العقود الآجلة الطريقة الأمثل للتداول لأنها تمتاز بشفافية الأسعار في التداول، حيث تتم المتاجرة في العقود الآجلة علناً في البورصات العالمية مثل بورصة نيويورك التجارية وبورصة شيكاغو التجارية، وتتوفر بها السيولة العميقة والتي تقدر بتريليونات الدولارات شهرياً، حيث تسمح تمكن المتداولين بالتعامل بسرعة وكفاءة في السوق.
كما أنها تتمتع بالمرونة في التداول، حيث يمكنك الربح في كلا الاتجاهين لحركات أسعار السوق سواء صعوداً أو هبوطاً، لذلك العقود الآجلة الخيار الأمثل للصفقات طويلة الأمد، حيث يمكنك الاحتفاظ بصفقتك مفتوحة لمدة تصل إلى ثلاث شهور بدون دفع رسوم مقابل التبييت.
ولعل أكثر ما يفضله المتداولين انها توفر الرافعة المالية في التداول، وتكمن فائدتها في مضاعفة رأس المال الموجود بالحساب للتداول ومضاعفة العوائد المحتملة (وكذلك الخسائر).
بمقابل الإيجابيات توجد بعض الجوانب السلبية في العقود الآجلة، حيت يمكن أن تتكبد خسائر مالية إذا كانت توقعاتك خاطئة لذلك في كل الأحوال يتطلب تنبؤ صحيح بالاتجاه الذي يسلكهُ السوق في المستقبل حتى تحقق أرباحاً، وبالإضافة إلى مخاطر الرافعة المالية، فإذا تحرك السوق ضد صفقتك على العقود الآجلة فسوف يتم إغلاقها تلقائياً من قبل الوسيط.
تعد العقود الآجلة من أحد الأدوات المالية المركبة، لذلك يجب أن تكون على دراية تامة بمواصفات العقد من حيث تاريخ الانتهاء، أسعار الممارسة، والحد الأدنى لحجم اللوت وغير ذلك، كما يجب ان تكون ملزم قانونياً بشراء أو بيع الأصل عند تاريخ وسعر محددين مستقبلاً.
والان بعد أن قمت بمعرفة معنى السوق الفوري والعقود الآجلة جاء دورنا بتوضيح ما هي أوجه الاختلافات بينهما: