ماهو صندوق النقد الدولي؟

نشرت بتاريخ

يعدُّ صندوق النقد الدولي المؤسسة المركزية في النظام النقدي الدولي، أي نظام المدفوعات الدولية وأسعار صرف العملات

الذي يسمح بإجراء المعاملات التجارية بين البلدان المختلفة، ويهدف الصندوق إلى منع وقوع الأزمات في النظام عن طريق تشجيع البلدان المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية سليمة.

أنشئ صندوق النقد الدولي مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ,تبلورت فكرة إنشاء صندوق النقد الدولي أثناء مؤتمر عقدتهُ الأمم المتحدة في يوليو 1944 في “بريتون وودز” بولاية “نيوهامبشير” الأمريكية، حيث اجتمع أعضاء وفود 44 بلداً واتفقوا على وضع إطار للتعاون الاقتصادي الدولي يتجنب تكرار التخفيضات التنافسية لأسعار العملات التي ساهمت في حدوث الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي، والسعي لبناء نظام اقتصادي دولي جديد أكثر استقراراً وتجنباً لأخطاء العقود السابقة التي أسفرت عن خسائر فادحة

المصدر الرئيسي لموارد صندوق النقد الدولي هو اشتراكات الحصص (أو رأس المال) التي تسددها البلدان عند الانضمام إلى عضوية الصندوق أو في أعقاب المراجعات الدورية التي تزاد فيها الحصص، وتدفع البلدان 25% من اشتراكات حصصها بحقوق السحب الخاصة (الذهب الورقي) و75% بعملته الوطنية، لأغراض الإقراض حسب الحاجة.

وتحدد الحصص ليس فقط مدفوعات الاشتراك المطلوبة من البلد العضو، وإنما أيضاً عدد أصواته وحجم التمويل المتاح لهُ من الصندوق

 ونصيبهُ من مخصصات حقوق السحب الخاصة، والهدف من الحصص عموماً هو أن تكون بمثابة مرآة لحجم البلد العضو النسبي في الاقتصاد العالمي، فكلما ازداد حجم اقتصاد العضو من حيث الناتج وازداد اتساع تجارته وتنوعها، ازدادت بالمثل حصته في الصندوق.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر اقتصاد في العالم، تسهم بالنصيب الأكبر في صندوق النقد الدولي حيث تبلغ حصتها 17.6% من إجمالي الحصص.

كما أن إحدى مسؤوليات الصندوق الرئيسية هي تقديم القروض لبلدان الأعضاء التي تمر بمشكلات فعلية أو محتملة في ميزان المدفوعات. وتصمم السلطات في كل بلد برامج وطنية للتصحيح الاقتصادي بالتعاون الوثيق مع الصندوق وبدعم تمويلي منه، على أن يرتهن استمرار هذا الدعم بمدى فعالية تنفيذ التعديلات المقررة.

وفي تحرك لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، بادر الصندوق في إبريل 2009 بتعزيز طاقته الإقراضية والموافقة على عملية إصلاح شاملة كبرى لآليات الدعم المالي، أعقبها المزيد من الإصلاحات في السنوات اللاحقة. وقد عززت هذه التغييرات أدوات الصندوق المستخدمة في منع وقوع الأزمات، مما دعم قدرته على تخفيف العدوى أثناء الأزمات وسمح له بتصميم أدوات أفضل لتلبية احتياجات البلدان الأعضاء.

كما يعد هدف الصندوق الدولي هو استحداث هيئة دائمة لتحفيز التعاون الدولي وحل مشكلات الميدان النقدي، عن طريق التشاور والتآزر بالأمور التي ترتبط بالأزمات النقدية الدولية، والمساهمة في إيجاد مستويات عالية من العمالة والدخل الحقيقي، وذلك بالاعتماد على تسهيل التوسّع والنمو المتوازن، وتيسيرهما في التجارة الدولية.

بالإضافة الى المحافظة على مستوى أسعار الصرف واستقرارها وتأسيس نظام مدفوعات ذات أطراف متعددة، وذلك فيما يخصّ المعاملات الجارية بين الأعضاء والتخلص من القيود التي تم فرضها على عمليّات الصرف، والتي تقف عائقاً في وجه التجارة العالمية وتعرقلها.