يعد الذهب أحد أعلى المعادن قيمة في العالم ويرجع تاريخ الاعتماد عليه في الادخار والتداول والاستثمار إلى عصور ما قبل الميلاد، لم يختلف الأمر عما كان عليه كثيراً بزمننا المعاصر
، فرغم كم التغيرات الهائلة التي شهدها عصرنا الحالي وأبرزها ظهور آليات التداول عبر الإنترنت، ظل الذهب محتفظاً بمكانته ويمثل أحد الأصول المالية الأكثر جذباً للمتداولين في العالم أجمع.
ولقد كان الذهب على الدوام مرادفاً للثراء والحياة الرغدة، وتكمن أهمية معدن الذهب اقتصادياً في قدرته على الاحتفاظ بقيمته ومقاومته القوية للتغيرات والتقلبات الحادة في أسواق المال، من هنا تحديداً اكتسب لقب “الملاذ الآمن”، إذ اعتاد الكثير على الاحتفاظ بأموالهم في صورة سبائك أو مصوغات ذهبية لحماية قيمتها، كما أن معدن الذهب لا يعد ملاذاً آمناً فقط بالنسبة للأفراد بل بالنسبة للشعوب والدول.
تجسدت قيمة الذهب اعتباره ملاذاً آمناً في أعقاب الحرب العالمية الثانية تحديداً في عام 1944، حين أقدمت الدول العظمى على عقد اتفاقية “بريتون وود” التي سعت إلى تثبيت أسعار صرف أونصة الذهب، كان الهدف من ذلك هو تحقيق حالة من الاستقرار بالاقتصاد العالمي.
أما عملية تداول الذهب عبر الإنترنت أو تداول المعادن النفيسة بشكل عام المضاربة على أسعاره، أي دون امتلاك الأصل المالي بشكل مادي، حيث تتم عملية التداول بأكثر من آلية، من ضمنها العقود الذهب الآجلة التي تمثل الوسيلة الرئيسية لتداول المعدن وهي عبارة عن اتفاق للتداول -بالبيع أو الشراء- عبر سعر مُحدد مسبقاً، على أن تتم تسوية الصفقة أي العقد في تاريخ مستقبلي، يتم اتباع هذه الآلية في عدد من كبرى البورصات العالمية منها بورصة لندن وشنغهاي وكذا الأسواق الأمريكية وتبلغ القيمة القياسية للعقود الآجلة 100 أوقية من الذهب.
وآلية تداول الذهب الفوري حيث يتركز اعتمادها الكامل على تداول قيمة معدن الذهب في ذات اللحظة، يناسب هذا الخيار من يفضل استراتيجيات التداول قصيرة الأجل، كما أنه بطبيعة الحالي يعتمد على قدرة المتداول على توقع اتجاهات أسعار الذهب خلال نطاق زمني قصير.
يمثل ما سبق الطرق المباشرة لتداول الذهب عبر الإنترنت، بينما يضاف إليها أساليب أخرى يمكن الاستفادة عبرها من تحركات أسعار الذهب بشكل غير مباشر مثل أسهم الذهب الذي يشير إلى تداول أسهم الشركات النشطة في مجال التعدين وبالأخص التنقيب عن الذهب.
أو صناديق الاستثمار، حيث يمكن كذلك الاستفادة من أسعار الذهب عبر بيع وشراء صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)، التي تتضمن مجموعة من كبرى الشركات المنتجة للذهب حول العالم.
كما تعتبر عملية تداول الذهب أفضل خيار استثماري خاصة عن طريق التداول الرقمي لأنه يعد يحظى بقدر أكبر من الاستقرار مقارنة بمعدلات تقلبات الأصول الأخرى، ويمكن الاعتماد عليه كوسيلة تحوط في مواجهة التضخم، بالإضافة إلى سهولة تحليل أسعار الذهب وتوقع تحركاته لارتباطه بتسعير الدولار الأمريكي، كمت أنهُ مثبت تاريخياً أنه الأصل المالي الأكثر تفوقاً وصموداً في فترات الركود.