لقد أدى الانتشار الهائل لفيروس كورونا COVID-19 والذي إندلعت شرارته الاولى في مدينة ووهان الصينية في نهاية عام 2019 ثم توسع ليشمل 216 دولة ومنطقة حول العالم، الى التأثيرعلى أسواق المالية، وارتفع التقلب بدرجة حادة فوصل في بعض الحالات إلى مستويات لم نشهدها منذ الأزمة المالية العالمية، في سياق عدم اليقين بشأن التأثير الاقتصادي للجائحة.
ومع ارتفاع التقلب الحاد حدث تراجع كبير في سيولة الأسواق، بما في ذلك في الأسواق التي يُنظَر إليها تقليدياً مثل؛ سوق سندات الخزانة الأمريكية مما ساهم في حدوث تحركات مفاجئة في أسعار الأصول.
كان التأثير الرئيسي لجائحة فيروس كورونا على تداول الفوركس هو التقلبات الواسعة، حيث عانت أسواق الفوركس من تقلبات كبيرة أكثر من أي وقت على مدار الخمس سنوات الماضية، نتيجة حالة عدم اليقين حيال كيفية تأثير الفيروس على الاقتصاد العالمي.
وبرز الاداء المدهش للدولار الامريكي، حيث سعى المستثمرون إلى شراء المزيد من العملة الأمريكية مقابل معظم العملات الرئيسية الأخرى مثل الجنيه البريطاني واليورو والين الياباني لأنهم يرون أنها عملة تحوط والملاذ الآمن ضد مراكز التداول الأكثر خطورة، حيث فضلوا الدولار الأمريكي معتقدين أنه الأكثر استقراراً.
يقول الخبراء أن ظهور سلالة جديدة من الفيروسات أنقذت تجارة الفوركس كونها تسببت في فوضى اقتصادية في جميع أنحاء العالم ولكن مع الفوضى تأتي الفرص.
حيث مع الحجر الصحي المفروض وجد الكثير من الناس الوقت والفرصة للبحث عن التداول في الأسواق المالية عبر الأنترنت وذلك لغرض توليد الدخل وتجنب الخسارة التي نجمت عن عمليات الإغلاق القسرية وتسريح الملايين من العمال في العديد من الصناعات أما البعض فلجأ إلى العزلة في نوبات من الانغماس في تطبيق Netflix بينما قرر الأكثر ذكاءً أخذ الأمور بأيديهم وتثقيف أنفسهم في سوق الفوركس.
وأكد تادروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن الجائحة لم تنته بعد ! ومع انتشار “متحور أوميكرون” في العالم فهناك خطر من ظهور متحورات جديدة، وأضاف”إنه إن لم يتغير منهج العمل في الوصول للقاحات فإن العالم قد يصل إلى مرحلة أكثر خطورة“.
إن التأثير الكامل للجائحة على أسواق الفوركس يتوقف على مدى شدتها، وطول مدتها، وكيفية استجابة البلدان والمجتمع الدولي في مواجهتها.