تعرَّف على رحلة البتكوين من البداية حتى الآن

نشرت بتاريخ

بتكوين Bitcoin هي أولى العملات الرقمية المشفرة، تم ابتكارها من شخص أو فريق عمل مجهول، تحت أسم “ساتوشي ناكا موتو” “Satoshi Nakamoto” عام 2009، الذي أشار أنه بدأ في كتابة الكود الخاص بها في 2007، وأنشأ موقعاً إلكترونياً تحت أسم bitcoin.org .

الفشل بداية النجاح

وواصل التعاون مع مطورين آخرين على برمجة بتكوين، ويقدر العديد من خبراء التشفير وتقنية “البلوك تشين” أن ناكا موتو شخصاً كان أو مجموعة قد قام بتعدين حوالي مليون قطعة من بتكوين والتي كانت وقتها عملة مركزية الحوكمة نوعا ما لأن جميع مفاتيح التحكم والتكويد في الشبكة كانت مع “ناكا موتو” قبل أن يختفي في منتصف عام 2010.

قبل اختفاء ناكاموتو منتصف عام 2010 سلم تحكم كود المصدر ومفتاح تنبيه الشبكة إلى مطور أخر أسمه “جافين أندريسن” Gavin Andresen”” وهو مطور ومصمم رسوميات ثلاثية الأبعاد وبرامج الواقع الافتراضي، ويقيم في مدينة أميريتس بمقاطعة هامبشاير بولاية ماساتشوستس الأمريكية.

 وقد سعى جافين أندرسن بعد ذلك إلى خلق لامركزية السيطرة على العملة الرقمية، وكانت هذه أول خطوة حول مسار التطوير المستقبلي لـ بتكوين ليكون على الصورة التي نعرفها اليوم، والتي نوعاً ما على عكس نظام التحكم والسلطة المتصورة لدى ناكا موتو في البداية.

 الان دعنا نوضح لك ما هو البتكوين Bitcoin؟ أو ما هو الفرق بين BITCOIN كنظام أو مشروع، وبين بتكوين bitcoin كعملة رقمية.

عملة بتكوين bitcoin هي عملة لامركزية حيث يعمل نظامها دون تدخل أو تحكم من بنك مركزي أو مدير أو حتى وسيط، وجميع معاملتها التي تنتقل من مستخدم إلى آخر خلال شبكة لا مركزية من العقد التي تحمل معلومات وبيانات عملياته مشفرة cryptography، موزعة بين جميع أطراف المساهمين في الشبكة بآلية النظير إلى النظير أو peer-to-peer، ويتم التحقق من صحة وصلاحية هذا المعاملات من خلال سجل المعاملات الموزع على شبكة عملاقة من الكتل تعمل بتقنية الكتل المتسلسلة أو Blockchain.

أما نظام BITCOIN عبارة عن مجموعة من أجهزة الحاسوب التي تستخدم في تعدينه – يشار إليها أيضا باسم العقد أو المعدنين – التي تقوم جميعها بتشغيل كود البتكوين وتخزين سلسلة الكتل بلوك تشين الخاصة به، في كل كتلة مجموعة من المعاملات، وجميع أجهزة الحاسوب أو العقد التي تشغل بلوك تشين blockchain لديها نفس قائمة الكتل والمعاملات على هيئة أجزاء مشفرة.

تم الاحتفاظ بالعملة الرقمية بتكوين Bitcoin فيما يسمى المحفظة الرقمية digital wallet هذه المحافظ لها عنوان بتكوين فريد وهي آمنة، لا يمكن الوصول إليها إلا عبر كلمات مرور فريدة تسمى المفاتيح، مفتاح عام، وهو المفتاح الذي يستخدمه صاحب المحفظة أو مالك العملة الرقمية في نشره لاستقبال التحويلات من البتكوين BTC إليه، أما المفتاح الخاص فهو يمكن للفرد أن يأذن بنقل بتكوين Bitcoin من محفظته إلى محفظة أخرى، يتم تسجيل كل معاملة تتم من خلال العملة الرقمية بتكوين BTC على شبكة سلسلة الكتل أو بلوك تشين blockchain.

على مدى الأشهر التسعة التي تلت انطلاق العملة الرقمية Bitcoin ، يمكننا القول أنها كانت بلا قيمة تقريباً واقتصرت على بعض الاختبارات التي قام بها بعض المبرمجين المهتمين بعملة بتكوين في ذلك الوقت من أجل حل الأخطاء الموجودة في بروتوكول العملة، أي أنها لم تكن معترف بها ولم يكن يتم استخدامها مقابل أي خدمة أو سلعة آنذاك بل ولم يكن لها قيمة تذكر أصلاً مقابل الدولار الأمريكي، اليورو، أو أي من العملات الأخرى.

في أكتوبر قام مستخدم باسم New Liberty Standard بشراء 5050 عملة بتكوين مقابل 5.05$ أي أن سعر عملة البتكوين الواحدة بلغ 0.0010$ فقط.

في مارس 2010 تم إنشاء سوق بيتكوين وهو أول بورصة أو موقعاً مركزياً على الإنترنت لتبادل عملة بتكوين مقابل الدولار الأمريكي، وأول عرض تم نشره من قبل منشئ الموقع Dwdollar حيث قدم عملة البيتكوين بسعر 0.0067 $.

في مايو 2010 قام مبرمج في ولاية فلوريدا يدعى Laszlo Hanyecz، ما يعتبره الكثيرون بأنها أول عملية شراء للسلع أو الخدمات باستخدام بيتكوين، في منشور لمنتدى Bitcoin Talk قام بعرض شراء اثنين من البيتزا مقابل 10000 عملة بيتكوين، أي أن قيمة 10000 عملة بيتكوين كانت مقابل ما قيمته 41$ وقتها، إذا ما تمت المقارنة بين ما حدث وقتها وسعر بيتكوين حالياً لوصفنا ذلك بالجنون، إلا أنه وفي ذلك الوقت لم يكن هناك من يقبل هذخ العملات، والإقبال عليها كان شبه منعدم.

في يوليو 2010 تم نشر مقال عن بيتكوين لمجموعة من المستخدمين الجدد مما أدى إلى رفع سعرها من 0.008$ إلى 0.080$، في نوفمبر 2010 تم تداولهُ واحد مقابل 0.50$ على موقع التبادل الشهير Jed McCaleb.

عام 2011، بعد أن كانت بلغت قيمة بيتكوين دولاراً واحداً، قفز سعره بيتكوين إلى 32$ في يونيو، فيما يعتبر أول ذروة لسعره  بزيادة قدرها 3200%، ثم عاد للانخفاض في نوفمبر 2011 ليصل إلى سعر عملة البيتكوين الواحد دولارين فقط، اما في 2012 كان هناك تحسن في سعره حيث ارتفع إلى 4.80$ في مايو ثم إلى 13.20$ بحلول أغسطس.

كان عام 2013 عاماً حاسما بالنسبة لسعر Bitcoin، حيث بدأت العملة الرقمية عند 13.40 في بداية العام قبل أن تشهد فقاعتين سعريتين في نفس العام أدت إلى قفز السعر إلى 220$ في أبريل 2013، ثم انخفض سعرها ليصل إلى 70$ في منتصف أبريل، بعدها قفز سعره مجدداً في أوائل أكتوبر ليصل إلى 123.20$ ، وبحلول ديسمبر 2013 حلق سعره  ليصل إلى 1156.10$ ، قبل أن ينخفض مجدداً بعد ثلاثة أيام فقط إلى 760 $، لحق هذا الانخفاض تراجعات عديدة متلاحقة ليصل سعر عملة بيتكوين بداية عام 2015 إلى 315$.

في عام 2017 حدثت فقاعة تسعيرية جديدة قفزت بسعره  ليحوم حول 1000$ في بداية العام، ثم انطلق السعر صعوداً من 975.70 $ في مارس ليصل إلى 20,089$  في ديسمبر من العام نفسه.

عندما حدثت هذه الطفرة السعرية وبعد هذه السنوات من التقلبات و العرض والطلب، أصبح البتيكوين أمراً واقعاً وحياتياً يجب تقبله و التعايش معه بل وفتح شهية المنافسين لإطلاق عملات رقمية لمنافسة البيتكوين.

بعد عامين من التقلبات التي غلب عليها طابع الانخفاض، تجاوز سعره في يونيو 2019 (10000 دولار) ، ما أعاد إحياء الأمل في ارتفاع آخر وذروة جديد من الممكن لسعر بيتكوين أن يصلها، إلا أنه انخفض إلى 7112.73$  بحلول ديسمبر من نفس العام.

عام 2020، عندما تم إغلاق العالم تأثراً بوباء فيروس كورونا، حيث انطلق سعره إلى النشاط مرة حيث بدأت العملة الرقمية العام بسعر 7200$، وقد أثار إغلاق العالم جراء الوباء مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي ما أدى إلى تسريع وتيرة صعود سعر البيتكوين حيث تم تداولهُ في نوفمبر بسعر 18353$، وبسعر يصل ال 24 ألف دولار  في ديسمبر من العام نفسه.

بحلول مارس 2021، وصلت أسعار تداول البيتكوين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق حيث وصل سعره إلى أكثر من 60 ألف دولار أمريكي، ثم ارتفع سعرها مجدداً ليصل إلى 64 ألف دولار في أبريل 2021، إلا أنه عاد لينخفض مجدداً في صيف 2021 حيث انخفض السعر بنسبة 50%ليصل سعره إلى 32000$.

 وارتفع مجدداً في خريف 2021 في موجة صعود أخرى وصلت به إلى سعر 50000$ ثم تراجع من جديد ليصل إلى 42500 دولاراً أمريكيا ويبقى في نفس النطاق تقريبا بين صعود وهبوط ضمن نفس الحدود.

 حتى يومنا هذا، شهد سعر العملة الأولى رقمياً، تغييرات هائلة يوماً بعد يوماً حيث تمتلك التاريخ الأكثر تقلبا على الإطلاق في عالم الاقتصاد، فقد شهد العديد من القفزات والانهيارات إلا أن طابع الزيادة يغلب على هذا السجل الحافل بالتغيرات مما أثار حماسة المستثمرين للإقبال عليها والاستفادة قدر الإمكان من هذه الزيادات لتحقيق الأرباح التي يطمحون إليها.