يشير التداول المتأرجح على أنه إستراتيجية تداول شائعة تتضمن الاحتفاظ بالمراكز لفترة تتراوح من عدة أيام إلى عدة أسابيع على أمل تحقيق الربح وتقليل نسبة الخطورة، هذا النوع من التداول شائع بين المتداولين لأنه يوفر عدداً من المزايا مقارنة باستراتيجيات التداول الأخرى.
وبصورة ابسط يعتبر التداول المتأرجح أسلوب تداول يستخدم التحليل الفني في محاولة لاستحواذ المكاسب في الأوراق المالية المتداولة على مدى بضعة أيام إلى عدة أسابيع، الهدف هنا هو تحديد الاتجاه العام وركوبه لاستحواذ مكاسب أكبر مما يمكن تحقيقه عادة في فترة التداول خلال اليوم.
يتطلع متداولين هذا النهج إلى الربح من تقلبات الأسعار المفاجئة، فهو يعتمد على سرعة تقلب الأسعار حيث يقوم المتداول بمراقبة الفئات السعرية على المدى القريب، ومن ثم مباشرة التداول بطريقة سريعة في حال البدء بقلبات الأسعار أو هي يحتفظون بالأصول المالية لفترة قصيرة نسبياً عادةً يومين إلى بضعة أسابيع على أمل حدوث تأرجح كبير، ثم يتخذون مراكز تداول بناءً على الاتجاه المتوقع لتقلب السعر التالي.
تميل الأسواق المالية إلى التحرك في موجات، والتي نسميها تقلبات في سعر الأدوات المالية المتداولة، لا يوجد سوق اليوم سوف يتجه صعودا أو هبوطاً دون نوع من ارتداد الأسعار، لذلك، فإن الفكرة العامة وراء التداول المتأرجح هي الاستفادة من هذه التقلبات والاستحواذ على مكاسب صغيرة داخل اتجاه عام أكبر وخفض الخسائر بسرعة.
قد تكون المكاسب صغيرة ولكن، إذا قمت بتنفيذها بشكل صحيح ومتناسق بمرور الوقت، يمكن أن تتراكم بسهولة في عائدات سنوية رائعة، على سبيل المثال، قد ينتظر المتداولون في المراكز أو الاتجاهات ستة أشهر لتحقيق ربح 30٪. في حين أن متداولي التأرجح قد يكسبون مكاسب ثابتة بنسبة 5 ٪ كل أسبوع ويمكنهم في النهاية تسجيل مكاسب أكثر من المتداولين الآخرين على المدى الطويل.
تتمثل المزايا الرئيسية للتداول المتأرجح في أنه يسمح للمتداولين بالتعرف على اتجاهات السوق على المدى المتوسط، على عكس التداول اليومي، الذي يركز على تحركات السوق على المدى القصير، يركز التداول المتأرجح على التقاط والاتجاهات متوسطة المدى التي يمكن أن تستمر لعدة أيام أو حتى أسابيع.
يمكن أن يساعد هذا المتداولين على تحقيق أرباح أكثر ثباتاً، حيث لا يتأثرون بتقلبات وضجيج السوق على المدى القصير، ولا يتطلب وقتاً وجهداً من استراتيجيات التداول الأخرى، مثل التداول اليومي أو تداول المركز، لا يحتاج المتداولون المتأرجحون إلى مراقبة السوق باستمرار، حيث يحتفظون بالمراكز لفترة أطول من الوقت.
يتمتع التداول المتأرجح بمستوى أقل من المخاطر مقارنة بالتداول اليومي، في التداول اليومي، يحتاج المتداولون إلى اتخاذ قرارات سريعة وهم أكثر عرضة لتقلبات السوق، وبمستوى أعلى من المرونة مقارنة باستراتيجيات التداول الأخرين وذلك لأن المتداولين المتأرجحين يمكنهم تكييف استراتيجيات التداول الخاصة بهم لتناسب احتياجاتهم وتفضيلاتهم الفردية.
أما من سلبيات التداول التأرجح أنه يعتمد على التحليل الفني، حيث يقوم بتخصيص فترة زمنية معينة لدراسة البيانات والمخططات المالية لتفاوت الأسعار التي تطرأ على مكان الاستثمار، ومن ثم يحلل نتائجه لتحديد الوقت الأمثل للدخول والخروج من الصفقة.
وتكمن خطورة التداول المتأرجح في الاحتفاظ بالمركز ضمن الصفقة لعدة أيام، وذلك لأن التغييرات التي تصل إلى المخططات البيانية وتغييرات الأسعار من الممكن أن تكون كبيرة، وقد ينعكس ذلك سلباً على المتداول لأنه معرض للتأثر بهذه التغيرات بسبب احتفاظه بمركزه ضمن الصفقة المفتوحة.
إذا تغير سير المخططات والأسعار بطريقة مفاجئة، فمن الممكن أن يصيب المتداول بطريقة التأرجح حالة شديدة من التوتر، لذلك يجب عليه التركيز والتحلي بالصبر في بعض الأحيان لأنه غالباً ما تسير العمليات التداولية في اتجاهات غير متوقعة.
ومن جانب أخر أنه مناسب تماماً للمتداولين الذين لديهم مسؤوليات أخرى وهو أيضاً نهج متحفظ، ويمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع استراتيجيات التداول الأخرى، وذلك من خلال فهم مزايا التداول المتأرجح يمكن للمتداولين اتخاذ قرارات أكثر منطقية حول نوع استراتيجية التداول التي تناسب احتياجاتهم وتفضيلاتهم.