البنك المركزي – Central Bank

نشرت بتاريخ

هو مؤسسة مالية لها سلطات تُمكنها من إنتاج المال وتوزيعه لدولة أو لمجموعة دُول، كما أنها المسؤولة عن صياغة سياسات النقد، بالإضافة إلى أنها تتمتع بالاستقلالية ولا تتبع للحكومات، وبالتالي لا تتأثر بالسوق وطبيعته، كما أنها تقوم بالإشراف على الأنظمة النقدية وتنظيم المعروض النقدي، وتحديد أسعار الفائدة، ومستلزمات الصناعة المصرفية، كالاحتياط النقدي الواجب على البنوك الاحتفاظ به.

هناك عدة تعريفات للبنك المركزي ومنها انهُ منظمة مستقلة تُزمها حكومة الدولة بإدارة الوظائف المالية الرئيسية مثل إصدار عملة الدولة، والمُحافظة على قيمتها النقديّة، والمساهمة في تنظيم كمية عرض النقد، ومُتابعة كافة العمليات الخاصّة بالمصارف التجاريّة.

كما يمكن تعريفه “البنك الوطنيّ”  لكل دولة، والذي يقدم عدد من الخدمات المالية والمصرفيّة لحكومة الدولة، كما يقوم بمُتابعة البنوك التجاريّة، وتنفيذ سياسات الحكومة الماليّة والنقديّة.

أيضاً يًعرف بأنهُ النظام المصرفي المنوط بوضع الخُطط الماليّة للدولة، والمساهمة في تنفيذها، بالإضافة للتحكم بالأموال في القطاع الاقتصادي.

تعتبر نشأة البنوك المركزيّة حلقة مرحلية ساهمت في تطوير البنوك التجاريّة بالقرن التاسع عشر ميلادي، حيث يعتبر المَصرف المركزي السويديّ أقدم المصارف المركزيّة في العالم، تمّ تأسيسه في 1656م، وأصبح مركزيّاً عام 1668 م.

بالرغم من ذلك، يعتبر البنك المركزي لإنجلترا، الذي تأسس في 1694 م هو الأول عالمياً من حيث تطبيق وظائف البنوك المركزيّة، وحرصه على تطوير مبادئ فن الصرافة البنكيّة، ومنذ ذلك الوقت انتشر هذا النوع من المصارف، وتحديداً في دول قارة أوروبا فظهرت بنوك مركزيّة في كلٍّ من النمسا، هولندا، فنلندا، فرنسا، وغيرها من الدول الأخرى، كما شهد الوطن العربيّ وقتها ظهور العديد من البنوك المركزيّة في العديد من الدول من بينها مصر.

استمرت البنوك المركزيّة في الانتشار في القرن 20 الميلادي، خاصةً بعد توصيات مؤتمر بروكسيل 1920، حيث أوصى المؤتمر بحتمية تأسيس بنوك مركزيّة في كل الدول، وذلك بغرض تعزيز التعاون الدوليّ فيما يخص النقود، وكذلك دعم استقرار الشؤون المصرفيّة.

تطور البنك المركزي حيث أن قبل القرن العشرين للميلاد لم تكُن عمليات البنوك المركزية ذات نظام نقدي محدد، إذ انحصر دورُها في إصدارِ الأوراقِ الماليّة الخاصّة بالدّول التابعة لها، ولكن مَع مرورِ الوقت اكتسب البنك المركزيّ العَديد من المهام، والوظائف، والواجبات التي ساهمت في مَنحه صفةَ العموميّة.

 وأيضاً أثّرت الأحداث الاقتصاديّة المُرتبطة بالأزمات الماليّة على تَطور البنك المركزيّ، إذ كان التّعامل مع السياسة النقديّة يَعتمد على أنّها جزء من أدوات السياسة الاقتصاديّة بشكل عام، كما أصبح مسؤولاً عن تنفيذ هذه السياسة، ممّا ساهم في اكتِسابه لوظيفة الرقابة على الائتمان.

تغيرت أهداف المصارف المركزية عقب الحرب العالمية الأولى، حيث تجاوزت أهدافها للحفاظ على الاقتصاد المحلي مستقراً إلى الاهتمام بالتوظيف والقيام بالأنشطة الحقيقية بعد 1914، وبدأ تركيز البنوك المركزية على الوصول للاستقرار الخارجي عن طريق مراقبة احتياطي الذهب والوصول على الاستقرار الداخلي عن طريق مراقبة الإنتاج والتوظيف والاسعار.

يُعد البنك المركزي مؤسسة عليا داخل النظام المصرفي، هدفها الرئيسي هو مراقبة وتثبيت وتنظيم الهيكل النقدي والمصرفي للبلاد، والمسؤولية عن الاحتياطي النقدي للدولة، يشار إلى أنه لا صلة مباشرة له بالجمهور، حيث يتولى البنك المركزي العديد من المهام لتحقيق هذه الأهداف، وتتلخص هذه المهام في:

مهام العملة:

 تُعد أهم مهام البنك المركزي هي إصدار العملات الورقية للجمهور، وضع سياسة الدولة النقدية وتنفيذها من خلال استخدام مجموعة متكاملة من الأدوات النقدية المتكاملة، وسياسة تسعير الصرف، إصدار صكوك وأوراق نقد الدولة.

مهمة الصرف للحكومة:

 يعمل البنك المركزي كمصرف للحكومة، حيث يقوم بأعمال مصرفية كالاحتفاظ بأرصدتها النقدية بحساب جاري في البنك المركزي، كما يقوم بتقديم الائتمانات ذات أجل قصير للحكومة، بالإضافة إلى ذلك هو وكيل الحكومة النقدي، حيث يقدم لها المشورة في كافة المسائل المالية، ويساهم في صياغة السياسات الاقتصادية.

مهمة صرف للبنوك:

يقوم البنك المركزي بمهمة للبنوك التجارية، حيث يحتفظ بجزء من الاحتياط النقدي للمصارف، ويقوم بمنحها تمويل ذو أجل قصير، ويقوم بتوفير تسهيلات مركزية لها لعمليات المقاصة والتحويل، والإشراف والرقابة على سياسة الائتمان للمصارف التجارية وتنظيمها.

مهمة الملاذ الأخير:

يقوم البنك المركزي بمهمة الملاذ الأخير الذي يقرض المؤسسات بهدف مساعدتهم في أوقات الأزمات، وذلك لكي ينقذ هيكل الاقتصاد المالي للدولة، ويقدم ما سبق عن طريق القروض، وخصم الأوراق المالية، والسلف المضمونة.

مهمة خادم الاحتياطي الأجنبي للنقد:

 مهمة إدارة احتياطي النقد الأجنبي والتحكم فيه، كذلك يعمل على تثبيت سعر الصرف من خلال شراء وبيع الذهب والأوراق الأجنبية المالية.

مهمة مراقبة الائتمان:

تُعد مهمة الرقابة على الائتمان أهم مهام البنك المركزي، والتي يستخدم فيها أدوات كمية ونوعية للتحكم في حجم الائتمان في الاقتصاد المحلي.

كما يقوم البنك المركزي بمجموعة أخرى من المهام من ضمنها توسيع وتقوية النظام المصرفي، إسراع معدلات النمو الزراعي والصناعي للدولة، بالإضافة إلى نشر المعلومات الدورية الاقتصادية والإحصائية المتعلقة بجوانب الاقتصاد المختلفة للدولة.

كما يرتكز وجود البنك المركزي على تنفيذ مجموعة وظائف أساسية، ومنها، إصدار العملات النقدية باعتباره الجهة الوحيدة التي تملك هذه الصلاحية في الدولة، والتحكم في إجمالي النقد المتداول بصورة كاملة

مستودع أموال الدولة للحكومة؛ بسبب ضخامة كميتها التي تلائم دور البنك المركزي في حفظ أموال الحكومة، وتقديم خدمات عديدة أخرى للحكومة مثل؛ استشارات نقدية ومالية، ومراقبة الأسهم لتحديد سياسات الدولة المالية.

إيداع المصارف التجارية جزء من احتياطاتها النقدية بالبنك المركزي على هيئة ودائع؛ بغرض الرقابة على الائتمان المصرفي، ممارسة الأعمال المصرفية العادية دون التعامل مع الجمهور من أفراد او منشآت.